"الاعتزاز بالنفس Self Esteem "
مبدئيا، يمكن القول بأن حالة الاعتزاز بالنفس هى حالة أفضل من حالة الغرور ، ومن حالة الدونية. ففى حالةالغرور ، لايتوافر للفرد قدرات أو تتوافر له قدرات محدودة، ولكنه يضخم من هذه القدرات ، وفى نفس الوقت، يقلل من قدرات الآخرين. وهذه الحالة يترتب عليها آثار سلبيه للفرد.
أما فى حالة الدونيه، يشعر الفرد أن قدراته محدودة ،وان الآخرين أفضل منه، وبالتالى يصاب الفرد باليأس والإحباط.
ويمكن تصنيف الاعتزاز بالنفس إلى نوعين:
اعتزاز بالنفس التقليدى ، والاعتزاز بالنفس الحقيقى.
اولا: الاعتزاز بالنفس التقليدى:
Conventional Self Esteem
ومعناه ان الفرد له أفضلية على الاخرين عند مقارنة ما يفعله (القدرات) ، وما يعرفه (المعارف)، وما يمتلكه (الممتلكات)، بما لدى الآخرين.
وهذا الشكل من الاعتزاز بالنفس مرضى بشكل معقول للفرد، ويعطيه ثقة فى نفسه بدرجة معقولة، ولكنه ليس كافيا لسببين ، وهما:
(1) انه مبنى على تحديد هوية الفرد ،بأشياء ليست هو، انه شكل مبنى على مالدي الفرد من قدرات، معرفه، ممتلكات ، وهذه كلها أشياء ليست هويته الحقيقيه، لأنها كلها أشياء قابلة للزوال، وبالتالى عندما تزول يفقد الفرد الشعور بالاعتزاز بالنفس، بل انه يشعر بالحزن والمعاناة، على ما فقده.
(2) ، أنه مبنى على المقارنة بالآخرين، وبالتالى، محاولة الفردالمستمرة للبحث عن والحصول على المزيد ....والمزيد من هذه الأشياء حتى يحقق تفوق أفضل وأفضل على الآخرين، وهذا فى حد ذاته يخلق له مزيدا من القلق والتوتر والمعاناة.
ثانيا، الاعتزاز بالنفس الحقيقى
True Self Esteem
يبنى هذا النوع من الاعتزاز بالنفس على هوية الفرد الحقيقيه، وليس على أشياء ليست هو حقيقة. فالفرد حقيقة ليس مالديه من قدرات ، معرفة ، ممتلكات، والتى تتغير وتزول بمرور الزمن ، وإنما هو الشىء الذى لايتغير ولايزول بمرور الزمن ، انه الروح spirit/ soul الأبديه، وعندئذ، يشعر الفرد بالكفاءة الحقيقيه والقوة الحقيقيه من داخله، والتى لاتعتمد على أشياء خارجيه زائلة، ولا تعتمد على المقارنة بالآخرين. ..ولا تعتمد على البحث عن المزيد والمزيد من هذه الأشياء الخارجيه الزائلة.
خلاصة القول إن الاعتزاز بالنفس التقليدى، هو شعور بالتفوق على الاخرين فى أشياء خارجيه زائلة، وما يترتب على ذلك من معاناة للفرد، بينما أن الاعتزاز بالنفس الحقيقى، هو شعور بالتحرر من الارتباط والتعلق بهذه الأشياء الخارجية الزائلة ، وما يترتب على هذا التحرر من الشعور بالكفاءة الحقيقيه والقوة الحقيقيه الداخلية المستمرة...وبالتالى، الثقة بالنفس الحقيقيه والمستمرة.
بقلم الدكتور ابراهيم عبد الجابر
0 التعليقات:
إرسال تعليق